top of page

مارغريتا موسكرديني (*1981، دونوراتيكو، إيطاليا؛ تعيش وتعمل في ليفورنو، إيطاليا) مهتمة بالأماكن الواقعة في الحدود العتبية – سواء بالمعنى الطبيعي أو الاجتماعي أو الثقافي أو القانوني للمصطلح. غالبًا ما تكون نقطة انطلاقها من حكاية أو لحظة تأمل – مثل إلقاء خطبة دينية بشكل مستمر في مكان للعبادة لحماية المهاجرين الذين يبحثون عن مأوى من الإخلاء، أو متابعة رحلة مادة واحدة يتم استخراجها من الأحياء المدمرة التي تجري فيها تحولات استطباقية عنيفة – تقشّر موسكرديني طبقاتها تدريجيًّا حتى تظل قائمة على الحقائق المتشابكة. باستخدام اللغة البصرية التجريدية واتخاذ شكل النحت والرسم والنص والمزيد من الوسائط، نجد أن أعمال موسكرديني متجذرة اجتماعيًّا وجغرافيًّا ومفتوحة الاحتمالات وتأملية في آن.


معرض موسكرديني الأخير في CCA تل أبيب-يافا الذي يحمل العنوان Not a Project, But a Promise [ليس مشروعًا بل وعدًا] هو الفصل الأخير من بحثها الطويل حول المواقع التي تجسد مفهوم «المشاع»، أي المواقع المتاحة لمصلحة عامة الناس وتحت رعايتهم ولا يملكها أحد. تدرس الفنانة على وجه الخصوص كيفية الحفاظ على مكانة المواقع الفريدة والاستفادة منها في أوقات التغيير الاجتماعي والسياسي. تناولت الفنانة في الفصول السابقة التحصينات التي بناها النازيون على طول الجدار الأطلسي خلال الحرب العالمية الثانية – من جبال البيرينيه إلى النرويج – وكذلك الأماكن العامة التي اتخذها المتظاهرون مساحة في احتجاجات حديقة جيزي في إسطنبول، والساحات والمنازل المؤقتة التي بناها اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري في الأردن.


تتضمن مجموعة الأعمال هذه، التي أُنتجت خصيصًا لتتلاءم مع صالة العرض في الطابق الأرضي في المركز سلسلة من الصور الظلية المصنوعة من قماش، وتصوّر فيها خرائط الاثني عشر موقعًا مقدسًا في القدس وبيت لحم والخليل يسيطر عليها ما يُعرف بـ «الوضع الراهن». يأخذنا هذا إلى مجموعة من المبادئ التي تعود جذورها إلى الحكم العثماني في فلسطين والتي كُرسّت كقانون دولي لاحقًا بهدف تنظيم أماكن العبادة المقدسة لدى ديانات عدة حيث تمارس فيها الطوائف المختلفة شعائرها وتؤدي إيمانها. شكل التدويل هذا الذي يصور الأماكن المقدسة باعتبارها موضوعًا تابعًا لهيئة فوق وطنية وعابرة للسيادة هو لبّ معرض ليس مشروعًا بل وعدًا. يوحي التحكم في حصة الزمان والمكان في هذه المواقع بالنسبة لموسكرديني، بطرق أخرى للسكن في مساحات خارج ملكية الأرض، وتقدم بدلًا من ذلك نموذجًا جديدًا للعلاقات بين المجتمعات.


وبحسب الفنانة: «مصطلح Status Quo [أي الوضع الراهن] مشتق من العبارة اللاتينية status quo ante bellum والتي تعني «الوضع قبل الحرب»، وهذا يعني أن هناك افتراض بوجود الحرب كأمر مسلم به. وبينما ننتظر جميعًا الانتقال لـ «نظام عالمي جديد» يمكننا أن ننتظم، يمكن للفنون أن تتخيل وأن تشير إلى ممارسات مختلفة، ربما فوضوية، لتحقيق السلام، الذي على الرغم من أنه يتغذى على الصراع، فإنه ينبذ الحرب أيضًا.»


تستخدم موسكرديني التجريد ليس بوصفه لغة بصرية مفصولة عن الواقع بل كشيء ينسحب منه مباشرة، تمامًا كما يحتّم أصل الكلمة اللاتيني (ففي اللاتينية كلمة abstrahere تعني «سحب، انفصل، تراجع، انحرف»). صُمّمت قطع القماش في ثلاث مجموعات متميزة من «مساحات المشي» مرجعها هو الأرضيات والساحات التي مشت فيها الأقدام لقرون من الزمن، والتي حولتها إلى أنظمة يمكن مراقبتها، أنظمة من الإشارات التي يمكننا جميعًا رؤيتها ومتابعتها لكنها تبقى بلا مالك.


المشروع Not a Project, But a Promise لـ مارغريتا موسكرديني من تنسيق نيكولا ترتسي وبدعم من Ambasciata d’italia، تل أبيب، وIstituto Italiano di Cultura، تل أبيب. الضيافة برعاية صندوق آوتست للفن المعاصر.



صور


1-5

2024 ،Not a Project, But a Promise

قماش بحري مثبت على قضبان حديدية، برونز، وصور أرشيفية، أبعاد متغيّرة صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا

بإذن من الفنانة.

Not a Project, But a Promise
لـ مارغريتا موسكرديني

31 آب، 2024

12 تموز، 2024

← شراء تذاكر
bottom of page