يتوزع المعرض الفردي «Plecos» للفنان غلعاد راتمان (مواليد 1975، حيفا؛ يعيش ويعمل في تل أبيب) على طابقَيْن في مبنى CCA تل أبيب-يافا، حيث يقدم الفنان عملًا تركيبيًّا جديدًا يدمج بين الفيديو، الصوت، نظام الأبواب، والطين الرطب. أبطال هذا المشروع هم أسماك ‘Plecos’ (بلاكستومس)، أو سمكة الزبّال، المعروفة بقدرتها على 'تنظيف' جدران الأحواض. وبينما ننظر إلى هذه الأسماك من منظور بشري على أنها تقدم خدمة ما، فإن هذه السمة ليست سوى وسيلة للبقاء على قيد الحياة لهذا النوع.
في الفيلم المعروض في الطابق الأرضي، نشاهد مجموعتين من أسماك الزبّال تلتصق بالزجاج، بينما تتحرك أفواهها في ما يشبه حركة التنفس أو الحديث الصامت. قد تبدو الأسماك أحيانًا كأنها تتبادل القبلات أو تتزاوج، لكن ما يحدث في الواقع هو خدعة بصرية: حيث تلغي زاوية التصوير الأمامية رؤية الزجاج الذي يفصل بين المجموعتين، مما يوحي بحدوث تلامس جسدي. في الواقع، لكل سمكة عالمها الخاص على جانب واحد من الزجاج، غير مدركة لما يحدث على الجانب الآخر. هذه الأسماك، التي تبدو وكأنها عشاق بسلوكها الاجتماعي الظاهر، هي جزء من تركيب أوسع يسعى إلى تخطي الانحرافات البنيوية لاستنباط رؤى حول كيفية إدراكنا للعالم من حولنا والافتراضات التي نبنيها حول مكاننا فيه.
في خطوة جديدة في أعماله، يستخدم راتمان لأول مرة الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد التي تتيح للكاميرا الدخول عبر جلد السمكة، كاشفة عن فراغ داخلي يشبه الكهف. في أعماق هذا الفراغ، نرى مجموعة من الأسماك مصنوعة من الطين الرطب، متلاصقة بالجدار الزجاجي الذي نلحظه لأول مرة. هذه الطبقة الشفافة تظهر في الفراغ المعماري كأبواب زجاجية تتفتح وتغلق وفقًا لحركة مدروسة مسبقًا، كأنها أوتار صوتية. الصوت المنبعث في الفضاء مستوحى من آلة الكلام التي اخترعها فولفغانغ فون كيمبلين في القرن الثامن عشر، في محاولة لتقليد الكلام البشري ميكانيكيًّا. كما في أعماله السابقة، فإن كل محاولة لتطبيق منطق السبب والنتيجة في هذه التجربة البصرية والسمعية مصيرها أن تتلاشى.
في الطابق العلوي، يتحول الفضاء الافتراضي والميكانيكي إلى حضور مادي. يعرض الفنان هنا مجسمات طينية ضخمة تشير إلى مساحة المعرض والعمل التركيبي في الطابق السفلي. يظهر الطين الرطب هنا بوصفه مادة خام أولية على نطاق الشكل. يتطلب استخدام الطين الرطب، والذي سرعان ما يجفّ في الهواء، إجراءات حفظ لحالته تشمل الترطيب المتكرر والتغطية والصيانة العامة. وعلى غرار سلوك أسماك الزبّال، تُنفّذ هذه الإجراءات بشكل متكرر من قبل المؤسسة المستضيفة طوال مدة العرض.
«غلعاد راتمان: Plecos» معرض من تنسيق تمار مرغليت.
يرافق المعرض مادة مطبوعة باللغات العبرية، والعربية، والانجليزية، جولات بالعبرية في 18 تشرين الأول، بالانجليزية في 6 كانون الأول، حوار مع الفنان في 26 تشرين الثاني، فعالية إصغاء في 22 تشرين الأول وفي 20 تشرين الثاني ومختبر السبت للأطفال بإرشاد عيدن بانيت في 2 تشرين الثاني وفي 23 تشرين الثاني.
«غلعاد راتمان: Plecos» هو الفائز الأول بجائزة الفنون متعددة التخصصات على اسم أوري كاتسنشتاين، بدعم سخي من عائلة دانتسيغر وريڤكا ساكر. تُدار الجائزة من قبل مركز الفنون الرقمية - حولون، بدعم من عائلة كاتسنشتاين، وأصدقاء الفنان. يُقام المعرض بدعم من منحة ريڤكيند بن تسور للفنون والتربية والمجتمع وبدعم من مفعال هبايس – صندوق الثقافة والفنون. إلى جانب دعم إضافي قدمته The Philip and Muriel Berman Foundation
يرغب الفنان في الإعراب عن شكره وامتنانه للأشخاص التالية أسماؤهم الذين ساهموا بخبراتهم في إنشاء الأعمال المعروضة في هذا المعرض: دانييل مئير (تصميم صوت وبرمجة)؛ اسي أورن (تصوير فيديو)؛ يوناتان فاسرمان (مؤثرات خاصّة)؛ تسفيكا مركفلد (ميكاترونكس)؛ كوينتين فيربورجن (معالجة رقمية)؛ مور أفجين (خبير حوض السمك)؛ أفيشاي دهان (تركيبات وإدارة تقنية)؛ و ديانا شواف (إنتاج المعرض).
بفضل منحة ريفكيند بن تسور للفنون والتربية والمجتمع، حظيت مجموعة من خريجي وخريجات بتسلئيل أكاديمية التصميم والفنون في القدس بالمشاركة الفعّالة وأخذ جزء هام بإنشاء المعرض – تَمار لاش, رومي بن يوسف ودين بار- وخرّيج معهد المسرح في القدس - نيف رافيفو.
الشكر الجزيل
البروفيسور غابور أولشي – معهد الاختراعات، بودابست، هنغاريا
روئي بيرل – شركة ססמי מערכות בע״מ
1-7
Plecos, 2024
صورة من المعرض، CCA تل أبيب-يافا
بإذن من الفنان
تصوير: دانييل حانوخ
غلعاد راتمان: Plecos
–
7 كانون الأول، 2024
26 أيلول، 2024