يُكوّن عمل إيتي أبرجيل (*1960، طبعون، حيث تعيش وتعمل) علاقة حيوية بين الفن التركيبي والنحت. أعمالها ليست منوطة بمواقع عرضها فحسب، بل تُصنع بالمجمل في الموقع نفسه، متخذة فضاء العرض بيئة بشرية متنفسة، بيئة عاشوا وسطها وعملوا في محيطها.
نُسّق معرض «إيتي أبرجيل: ميموار» الفردي في CCA تل أبيب يافا بأسلوب يوحي بالمذكرات البصريات المكشوفة في فضاء العرض عبر ثلاثة فصول وخاتمة. الفصل الأول، المعروض في صالة العرض في الطابق الأرضي، بعنوان كَنَبِة [canapé] يرحّب بالزوار في غرفة المعيشة. الكنبة، كلمة فرنسية الأصل، هي اسم أريكة بالطراز الفرنسي وقد تحوّل معناها في البيوت اليهودية-العربية / المزراحيت في الخمسينات إلى كناية عن غرفة الاستضافة، لكن ما نراه من علامات الترف هنا ليس سوى تلميحات. تظهر الإشارات إلى الوسائد المزخرفة وزخارف الدانتيل ونسيج الديباج المقصّب الثقيل في بيئة تحتوي على أشكال مختلفة من فرشات الجلوس؛ إحداها قابلة للطيّ، والأخرى رُفعت ووُضعت فوق مساحة تخزين أو مأوى، والثالثة وُضعت على عربة شحن، بينما وُضعت فرشات أخرى على سقالات خشبية. هذا الملتقى بين تصميم الديكور – أي الإفراط الجمالي – ولغة البناء سريعة الزوال والضحلة هو ما يمتاز به معجم أبرجيل للأشكال. وفي هذه الأعمال الجديدة التي أنشأتها باستخدام الأقمشة، أذابت لغة تخطيط ورسم تحاكي خطوط الخياطة والربط والحياكة ورسومات خطّتها باستخدام الرصاص وبقع الطلاء.
عبر السقالات المدعومة بالشرفة العلوية، يظهر الفصل الثاني كحجرة خلفية. هذا الفصل بعنوان تشابلن هو تكريم لكوخ عرض بناه جدّ أبرجيل خارج بيته في طبعون لأولاد الحارة، حيث تعرفت فيه لأول مرة طفولتها على كلاسيكيات السينما. تم تمثيل جهاز العرض السينمائي باستخدام مصباح طاولة يبرز من خلال تشابك أسود اللون. يمكن تمييز لغة التهريج، مثالًا، في الغرض المتدلي من السقف المنخفض مومئًا بالثريّا شكلًا ومصدرًا فكاهة مفعمة بالعنف المقيد المتمثل في شوكات الطعام العالقة في علب الأكل. يتردد صدى الإحالة لتشابلن ولوري وهاردي وآخرين من أبطال الطبقة العاملة في علب الطعام هذه، وكذلك في مجالس المعيشة التي تذكرنا بمساكن العمال.
في صالة العرض في الطابق الأول، يقدم الفصل الثالث منحوتات متفرقة بحجم صغير. يحمل هذا الفصل العنوان حلّة وموز وهو بإيحاء تسميات تسريحات الشعر التي تباهت بها نساء الحي الذي عاشت فيه الفنانة. يتردد صدى العالم العاطفي ذاته في الأغراض المعروضة مثل الحقائب وأحذية الكعب العالي المعروضة هنا بأشكال عدّة، أغراض مزيفة تحاكي اكسسوارات عالم «الأزياء الراقية» والتي عثرت عليها الفنانة في حوانيت على وشك الإفلاس. في الروابط التي تقيمها بين الأغراض، تجمع أبرجيل بين شخصيات من بانثيون الفن الخاص بها – ومن بينها أمهات السوريالية ميرت أوبنهايم وصوفي توبر إرب – وتجاورهما مع بطلات وأبطال من مشهد طفولتها. باستخدام الأغراض والحيل المادية البسيطة، تنجح أبرجيل بجمع قصاصات من حياتها عن الشوق والأحلام والمحاولات الفاشلة والانتصارات الصغيرة إلى جانب الأخطاء.
وأخيرًا، الخاتمة، التي تحمل العنوان كاميرا. في غرفة صغيرة سوداء، تعرض أبرجيل غرفة مظلمة خاصة وغامضة. ينبعث شعاع ضوء عبر نسيج محاك يشبه الجلابية التقليدية معلقًا في الفضاء، فيبدو التركيب كأنه صورة فارغة أو تجسيد للذاكرة.
«إيتي أبيرجيل: ميموار» معرض من تقييم تمار مارچليت.
يرافق المعرض مادة مطبوعة باللغات العبرية، والعربية، والانجليزية، جولات في العبرية مع الفنانة في 21 أيلول و12 كانون الثاني، ومع المقيّمة 11 تشرين الثاني و15 كانون الأول، في العربية في 28 كانون الأول، في الانجليزية في 9 كانون الأول، في الروسية في 14 كانون الأول و22 كانون الأول، ومختبر السبت للأطفال بإرشاد عيدن بانيت في 13 كانون الثاني.
حظي المعرض «إيتي أبرجيل: ميموار» بدعم من منحة ريفكيند بن تسور للفنون والتربية والمجتمع وبدعم مفعال هبايس – صندوق الثقافة والفنون. حصل المعرض على دعم إضافي من نوريت ياغلوم وبنجامين فادلون. تم استضافة الفنانة بفضل صندوق آوتست للفن المعاصر.
بفضل منحة ريفكيند بن تسور للفنون والتربية والمجتمع، حظيت مجموعة من خرجي وخريجات شنكار - هندسة. تصميم. فن. بالمشاركة بإنشاء المعرض. تقدم الفنانة خالص شكرها لكل واحد وواحدة منهم – أدير كوهين، شير كوهين، نوعا مور، وماسة عومر، كما تشكر إيريس ريفكيند بن تسور وعيران بن تسور.
تقدم الفنانة شكرها لإيهود ألكوف ودانييل أيخنبرغر على مساعدتهم بإنشاء المعرض، ولنيسان إلياهو كوهين ويعارا سوفر على عملهم في الأستوديو ولفيلا ماروك على كرمهم. شكر خاص لتالي بلومناو ونعماه عراد.
الصور
7-1
«إيتي أبرجيل: ميموار»، 2023
صور من العرض في CCA تل أبيب-يافا
تصوير: إيال أغيفايف
إيتي أبيرجيل: ميموار
–
13 كانون الثاني، 2024
21 أيلول، 2023